قصة تائب في رمضان .. ؟؟
قبل سنوات قليلة كان الشاب المصرى محمود يسكن فىمدينة شهيرة بالمملكة العربية السعودية، كان ككثير من الشباب فى لهو وعبث وإعراض ن الله سبحانه وتعالى،كان وقتها لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره،يقضى وقته مع اصدقاء السوء الذين لا يتحدثون الا عن الحب والغرام والمعاكسات الهاتفية.
بدأت مشاعر محمود تحركه نحو الشر ،كان الليل يدخل عليه ينسى ان الله سبحانه وتعالى يتنزل الى السماء الدنيا ويقول من يدعونى فأستجب له،ولكن محمود ساهر فى لهوه يرفع سماعة الهاتف ويضغط بأصابعه على الارقام لينتظر صوت اى انثى فربما كان الحظ محالفا له فيعيش قصة حب وغرام،لا تسأله عن الصيام والصلاة والقرءان،كل ذلك كان محمود عنه بعيدا.
وفى يوم من الايام وقع محمود فى حب فتاة على الهاتف فعاشت معه هى ايضا لحظات الحب الجميلة ، تحدثا عن امنياتهما وعصوا الله كثيرا،واصبح قلبه معلقا بها،فلا يهدأ له بال حتى يتحدث معها ،حتى جاء اليوم الذى تطورت فيه العلاقة إلى خروج للمتنزهات وتبادل للرسائل والصور.
وفى يوم من اليام لم يكن يعرف محمود انه سيكون فى موعد مع الالم الكبير واللحظة التى غيرت مجرى حياته.
الجزء لثانى
ــــــــــــــــــــ
واعدها محمود ان يزورها فى بيتها وان يدخل الى غرفة نومها وان تغلق عليها الباب حتى لا تسمع امها ،حيث ان والدها سيكون مسافر فى تلك الليلة.
وبالفعل وصل محمود إلى المنزل وفتحت له محبوبته حسب الخطة المرسومة وما ان وصل محمود الى صالة المنزل حتى خرجت فجأة والدة الفتاة من غرفتها لتجد هذا المشهد المريع وجدت ابنتها تستقبل حبيبها فى ملابس ضيقة تظهر مفاتنها ،فلم تتمالك الام نفسها وبدأت فى الصراخ والصياح ،وفجأةاندفع اليها محمود ليكتم فمها فدفعته بقوة وبدأ الصراخ يزداد وصاحبه سيل من الشتائم
ولم يتمالك محمود نفسه ليأخذ اداة حديدية حادة كانت على احد الرفوف وأخذ يطعن هذه المرأة عدة طعنات وارتمت الام جثة هامدة...ووسط ذهول شديد بدأت الفتاة تصرخ هى الاخرى ،وجاء اخوها الصغير ليصرخ بصوت مخيف وهو ينظر لجثةامه.
وفى تلك اللحظة زادت القسوة فى قلب محمود وزادت الغشاوة على عينيه فبدأ بضرب الطفل الصغير عدة طعنات على رأسه حتى سقط بجوار امه .
نظر محمودحوله فوجد الاحداث متسارعة وإذا ببعض الجيران جاءوا على اصوات الصراخ ..حاول ان يرجع بذاكرته الى الوراء قبل عشرة دقائق ،كان يحدثها على الهاتف،كان يقول لها ها انا عند الباب يا حبيبتى ..كان الشيطان يرسم له لوحة من
العشق ملونة وها هو الان فى ساحة المنزل وتحت قدميه جثتان..
وارتخت اعصابه لتسقط الاداة من يديه وانهار على ركبتيه جاثيا يبكى ويقول
لا ياربى..لا ياربى
الجزء الثالث
ـــــــــــــــــــــ
حمل محمود هذا الشاب الصغير صاحب الخمسة عشر ربيعا الى سجن خاص بالاحداث ليقض ثلاث سنوات حتي يبلغ الثمانية عشر وينفذ فيهحكم القصاص.
وهناك من خلف الفقضبان مع صوت السلاسل كانت الصور تمر امام عينيه وذاكرته؛ضحكاته مع اصحابه، نظرات والديه اليه،صوت محبوبته على الهاتف ،نظرات ذلك الطفل البرئ الذى قتبه،ملامح الذهول التى كانت تعلوا وجه تلك المرأة المسكينة،وبدأ يحدث نفسه ياترى فى ماذا تفكر الان يا ابى؟! هل تفكر فى ابنك محمود الذى خيب كل امالك ؟هل تفكر فى حديث الناس عنه؟هل ستظل امى تبكى حتى اخرج من سجنى او اموت فيه؟
وتمر الايام ثقيلة على محمود فى زنزانة انفرادية لا يختلط باحد هذا مصير كل من حكم عليه بالعدام ينتظر هكذا حتى يقال له هى الى ساحة القصاص.
وفى داخل الزنزانة كان هناك مصحف موضوع على منضدة صغيرة ، كان محمود يتأمل هذا المصحف ويقول متى سيلين قلبى لذكر الله سبحانه.
وتمر الايام ليدخل شهر الرضوان شهر رمضان، ليدخل نور الايمان الى قلب محمود
ليبدد ظلام العصيان ويتحول حال محمود.
انتظروا معى الجزء الرابع لنعلم معا ماذا اصبح محمود؟
الجزء الرابع
ــــــــــــــــــــ
تمر الايام ليدخل شهر رمضان وتحركت كل خلية من من خلاياه وهو يسمع قراة القرءان من زنازين السجناء الجماعية المجاورة له
يسمع قول الله تعالى"والذين امنوا وعملوا الصالحات لا يكلف الله نفسا إلا وسعها اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الانهار وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون"
يا الله هل سترضى عنى وتدخلنى الجنة؟؟!
وتغيرت حياة محمود ومع كل اذان تجده ناصبا قدميه لله حريصا على السنن والنوافل يقوم الليل كله لله ،ابتسامته لا تفارق شفتيه
سبحان الله ،لا يصدق احد ان هذا سيموت فى يوم من اليام وسوف ينفذ فيه الحكم
ومرت الايام ليحفظ محمود القرءان كاملا ،يبكى فى جوف الليل على معاصيه وذنوبه ياربى اين كنت من هذه السعادة العظيمة؟؟
ومع قطرات الماء التى تنزل من يده وهو يتوضأ كانت تمر على ذاكرته صورة والده وهو يتوضأ بينما كان هو يحاول الهروب منه حتى لا يجبره على الذهاب الى الصلاة معه
ويتخيل لحظة وضوءه عندما يعبر الصراط
لقد اصبح محمود يدرك ان ذنوبه تنزل مع قطرات الماء واصبح انسه وسعادته وهناه عند وقوفه بين يدي الله.
الجزء الخامس
ــــــــــــــــــــــــ
هل تعرفون ماذا اصبح محمود؟؟
اصبح يصوم يوما ويفطر يوما مثل صيام نبى الله داوود
واصبح يرتل القرءان بصوت جميل يبكى كل من يسمعه
تغير حديثه كثيرا فأصبح لا يتحدث الا عن الجنه ونعيمها والحور العين والانهار والثمار وصحبة النبى المختار - صلى الله عليه وسلم - وتغيرت معاملته للمسؤلين عنه فى السجن ؛خلال عامين كاملين حصل على لقب السجين المثالى
نعم لقد اصبح مثاليا بتقواه،وطموجه وهداه،وخلقه قال عنه مدير السجن لقد اصبح مثالا للداعية الصادق
يقول مدير السجن لقد اصبح هكذا حتى صبيحة اليوم الذى سينفذ فيه القصاص
وكان محمود متعطرا متطيبا متطهرا قد جلس على سجادة الصلاة مستقبلا القبلة يناجى خالقه الذى سيرحل اليه عن قريب.
ومن بعيد صوت اقدام تقترب ومجموعة مفاتيح تتأرجح فى يد القادم وكانت الساعة السابعة هذا هو الوقت الذى يتم تنفيذ الاحكام فيه
وفجأة إذا بباب زنزانة محمود يفتح نظر ذلك الشرطى متبسما وبجانبه مدير السجن
وألقو التحية على محمود :السلام عليك يا محمود
محمود:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،نعم اعلم ان اليوم لدى موعد اشعر انه هناك فى الجنة
ولم يتمالك مدير السجن نفسه احتضن محمود بين ذراعيه واخذ يبكى ويقول ما اعظمك يا محمود
امسك محمود بيد مدير السجن والقى نظرة الوداع الاخيرة على زنزانته زنزانة السعادة ، الزنزانة التى عرف فيها رمضان وبكى فيها لله،وطلب فيها من الله الغفران
الزنزانه التى احبها اكثرمن نفسه ،كم خلى فيها فى جوف الليل باكيا كم سأل فيها ربه ان يدخله الجنة انها الزنزانة التى حفظ فيها القرءان انها حقا زنزانة السعادة والبوابة التى عبر منها محمودلطريق الجنة ..
الجزء الاخير
ــــــــــــــــــــــ
خرج محمود من زنزانته زنزانةالسعادة خرج لتكبر كل الزنازين :الله اكبر يا محمود لا اله الا الله عليها عشت محمود وعليهاتموت
وهنا بكى محمود وبكى وبكى ...ود لو احتضن كل سجين وهمس فى اذنه ايها السجين سعادتك فى طاعة الله سبحانه
ومضى محمود فى ذلك الممر الطويل وسط هتاف وتكبير اخوانه ومحبينه وخرج ليرى الدنيا والشمس بعد ظلام طويل وبدأوا يتجهوا به الى ساحةتنفيذ الحكم
انزل محمودمن السيارة وقرب من مكان تنفيذ الحكم وقبل ان يقرأ القرار الصادر بحكم الاعدام تقدم مجموعة من المشايخ الى اسرة الفقيدين - المرأة والطفل - بتقديم شيك مفتوح يكتب فيه اى مبلغ لا يقل عن مليون ريال مقابل العفو عن محمود لنهم رفضوا الا ان يقام شرع الله عز وجل.
وهنا تقدم محمود الى السياف ولسانه لا يتوقف عن التسبيح والتهليل بقلب خاشع مطمئن ،انه يعلم ان هذا الحد كفارة له فى الدنيا وحماية له من عذاب الله يوم القيامة
ورفع السياف سيفه ونزله على رقبة محمود وهنا...كأن محمود احس برائحة الجنة
ورحل محمود.. التائب الذى يبجث عن رضوان الجنة انه التائب فى رمضان الذى قاده رمضان الى الجنان والرضوان
رحل محمود الى خالقه سبحانه وتعالى ،رحل صادقا طاهرا نقيا، رحل وليت كل الشباب رحيلهم مثل رحيل محمود، رحل وسطر لكل شبابناوفتياتنا ان التوبة الى الله ملاذنا جميعا وان باب الله مفتوح دائما
رحل وسوف نقابله جميعا فى الجنة بأذن الله تعالىمع النبى الكريم
رحل وكأنه ينشد:
جئت يا ربى خذنى نقى منى الخطايا***فى حماك تجود روحى تائبا قبل النهاية
فى البداية والنهايةاشرقت شمس الهداية***ووجدت الانس حقا حين فارقت الغواية
اسألونى عن حياتى ذقت ما فيها كفاية***من هوان من شقاء كنت ابحث عن حماية
كنت اغرق فى المعاصى غرنى زيف الدنايا***اخدع النفس لعلى اجد يوما حماية ...